شخص القانوني
في البداية؛ يجب أن نستصحب أثر توفيق الله للعبد في نجاحه في مجال معين. ثم يجب على القانوني الاهتمام بطريقة تفكيره و منهجيته في حياته العلمية و العملية و بعدها يمكن للمرء أن يصل للمجد في هذا الفن القديم.
القانوني على اختلاف وظائفه و مواقعه (قاض، محام،أستاذ قانون،طالب قانون، إلخ) يجب أن يتحلى بأعلى القيم و الأخلاق في ظاهره و باطنه كما يجب أن يهتم تمام الاهتمام بمظهره أناقته. يرجع هذا المفهوم إلى العصور القديمة حيث يعد أهل القانون من القضاة و المحاميين من الطبقة الارستقراطية، أما من الناحية الشرعية فإن حملة الشريعة (أساس قانون بعض البلدان العربية و الاسلامية) و المسلم بشكل عام يجب أن يتبع النبي - صلى الله عليه و سلم - في طهره و طيب لسانه و أخلاقه و مظهره و حبه للطيب و ترجيل شعره و خصفه لنعله للظهور بأجمل حلة. إضافة إلى أن الدراسات الحديثة تشير إلى أن الاهتمام بالمظهر يكسب الشخص ثقة في نفسه و يزيد من انتاجيته.
أما جدول المختص بالقانون فإنه يتمحور كثيراً حول القراءة و الاطلاع و التحلي بالأناة، فالقانوني يجب أن يكون مطلعاً على الواقع بمختلف توجهاته، ففي مجال الطب مثلاً تراه على دراية بكثير من التطبيقات الطبية و مسؤوليات الطبيب و العاملين في المجال الطبي. فمتابعة جديد الأنظمة و اللوائح و القرارات يجب ألا يكون مانعاً للتثقف و البحث الحثيث عن المعلومة فالحكمة ضالة المؤمن. أما تأني القانوني في المسائل المطروحة فإنه ينبع من التفكير النقدي الذي يجب أن يتحلى به، فيبدأ بنقد آرائه أولاً و طرح الأسئلة على نفسه دائماً و يضع احتمال دائم أن الحق قد يكون مع الطرف الآخر.
ثقافة القانوني و تفكيره النقدي تؤدي في الغالب إلى تواضعه للحق و تقبل حقيقة وقوعه في الخطأ و الاعتراف به، و هذا في الغالب يؤدي إلى رجحان العقل و ثرائه و سرعة استيعابه للأمور المستجدة. و لا تكتمل هذه المهارات (الاطلاع، و التأني، و التفكير النقدي، و تقبل الحق و الاعتراف به) إلا بحب السؤال و حسن صياغته و اختيار الأوقات المناسبة لطرحه.
في البداية؛ يجب أن نستصحب أثر توفيق الله للعبد في نجاحه في مجال معين. ثم يجب على القانوني الاهتمام بطريقة تفكيره و منهجيته في حياته العلمية و العملية و بعدها يمكن للمرء أن يصل للمجد في هذا الفن القديم.
Comments
Post a Comment