سَوق نفسك
كثير ما أقابل أشخاصاً لديهم مواهب نادرة أو مميزة ولا يدرون عن تميزهم أو لايستطيعون استثمار ذلك وينتظرون أحداً ليلاحظ أنهم أشخاص لديهم قدرات لاتوجد في كثير من الموظفين ليعطيهم الفرصة ليبدعوا ويحلقوا. في الواقع يحزنني هذا التفكير لدى هؤلاء الموظفين وذلك لأن ديننا الحنيف علمنا أن نتخذ من الأسباب ما نستطيع ليوصلنا توفيق الله إلى ما نريد وليس أن نفعل بعض الأسباب ونتواكل عليها.
في العصر القديم كانت الوسائل محدودة للتميز وقد يُعذر البعض لعدم الإقدام عليها إذ أنها تتطلب شجاعة معينة كالدخول على مسؤول والإفصاح له عن القدرة الحقيقة لك كما فعلها يوسف - عليه السلام - عند طلبه من عزيز مصر أن يجعله وزيراً للمالية مبرراً أن لديه القدرة على ذلك في قوله تعالى: {قال إجعلني على خزائن الأرض إني حفيظ عليم}. لكن في العصر الحديث ظهرت وسائل قد لايعذر أحد مهما كان من عدم استغلالها مع سهولة الوصول إليها والعمل عليها، وهي كثيرة، وأركز في هذه المقالة على ثلاث منها:
1. مدونة إلكترونية: كما ترى عزيزي القارئ فإن هذه المقالة وضعتها في مدونتي التي وفرتها لي جوجل في موقعها بلوقر (Blogger) وهي مجانية تضع فيها ما تشاء وقتما تشاء وأينما تشاء ما دام لديك اتصال بالانترنت. والغرض الحقيقي لهذه المدونة هو عرض أفكاري على عملائي وعلى أرباب العمل ليروا ما أنا متميز ومهتم فيه من الفنون وليروا قدراتي في الكتابة والوصول للمصادر ،وليعلموا أني شخصية حقيقية أولاً وأخيراً.
فإنشاؤك لمدونة أصبح من الضروريات في الحياة العملية وذلك لتجمع فيها المواضيع التي تحبها ولتعبر فيها عن خواطرك وعن أفكارك ليطلع عليها المهتمون بك.
2.مواقع السير الذاتية: سبق وأن فصلت في مقال كيف تجد وظيفة أفضل طريقة التعامل مع هذه المواقع وأفضل الوسائل للإستفادة منها، إلا أنه من المهم أن تركز جهدك في تفاصيل هذه المواقع من حيث حسن اختيارك لجهات التواصل (ألا يكونوا أشخاصاً وهميين مثلاً) وأن تبحث عن أماكن تجمع المهتمين بفن من الفنون الذي تبدع فيه وتشارك معهم في نقاشاتهم وتطرح الأسئلة وتجاوب عن التساؤلات المطروحة، كما من المهم أن تغذي صفحتك الشخصية في موقع السيرة الذاتية بمقالاتك وصور شهاداتك وأي توصيات أو شهادات خبرة ما أمكن. أفعل ما يمكنك لتثبت للشخص المطلع على سيرتك بأنك شخصية حقيقية وأن قدراتك مميزة.
3.العلاقات العامة: من المهم أن تحافظ وتطور مستوى اللباقة لديك وتحرص على تقوية جانب التعامل مع الناس من الترحيب والاستيعاب والإعتذار، فأنت تشكل صورة في ذهن كل واحد تقابله ولابد أن تكون هذه الصورة حسنة على أقل الأحوال. ومن المهم ألا تشعر الطرف الآخر أنك تتصنع شخصية أخرى، وألا تثق بنفسك لدرجة التكابر بل عود نفسك النزول للناس ولو كان الطرف الآخر شخصاً في الشارع.
Comments
Post a Comment