أشهر ثلاث مسببات لنزاعات عقود المقاولات في السعودية

لا شك أن قطاع المقاولات الإنشائية يعتمد كلياً على تدفق العقود ليضمن ملاك شركة/مؤسسة المقاولات عدم تعثرهم في سداد رواتب عامليهم وأقساط التمويلات البنكية - إن وجدت - وبتأمل السوابق القضائية في محاكم السعودية يبرز للمطلع انحصار أسباب نشوء النزاعات بين المقاول ومالك المشروع في أسباب منها تعثر المالك في السداد أو ارتفاع التكاليف على المقاول بما يفقد المقاول أرباح العقد، وهذا مما لا يمكن التحكم فيه من قبل المقاول، إلا أنه باستطاعة المقاول تفادي الثلاث مسببات المتكررة في أغلب النزاعات، وهي التالي:

1. التساهل في توثيق المخاطبات والموافقات: يعمل كثير من المقاولين على الإضافة أو التعديل على الأعمال المكلف بها على موافقات وتوجيهات شفهية ناشئة من المالك أو ممثل المالك ودون الانتظار للحصول على موافقة أو توجيه خطي، حيث يعد هذا التصرف من الأسباب الأساسية في نشوء النزاعات في القضايا المنظورة، فالمقاول يدعي صدور موافقة وتوجيه شفهي بينما المالك أو ممثله ينفي ذلك ويطالبه بإبراز المستند الذي يثبت ذلك، وغالباً يكسب المالك الدعوى لأجل هذا السبب.

2. التسليم المعيب: يهمل كثير من المقاولين المواصفات المتفق عليها في العقد (ويصدر ذلك غالباً من مقاولي الباطن) إما اعتماداً على السبب الأول المذكور أعلاه أو لضعف الرقابة لديه أو أسباب أخرى لا تجزأه عن المسؤولية القانونية. ومما ينصح به لمن يشك أو يريد الاحتراز من التسليم المعيب أن يحرص على تسليم الأعمال تسليماً مبدئياً (للحصول على ملاحظات المالك) والعمل على تلافي الملاحظات للحصول على التسليم النهائي السليم.

3.العقد الموحد: ليس من مصلحة المقاول جمع مشاريع عدة في عقد موحد، بل الأفضل تجزئة المشروع على عدة عقود منفصلة، حتى يضمن الإفراج عن جزء من الدفعة الأخيرة فيستفيد منها مالياً ولتساعده على إتمام العقود الأخرى. ومن التجارب التي مرت علي؛ شركة مقاولات فازت بتنفيذ مشروع مكون من أكثر من مبنى وبعد تسليمها عدة مباني إلا واحد نشئ خلاف بينها وبين المالك فتوقف المشروع طويلاً فتراكمت عليهم الخسائر ولو أنهم فرقوا المباني وطلبوا عقد لكل مبنى لسهل إقفالهم للعقود وتحصيل مبالغهم النهائية وأصبح وضعهم المالي أفضل.

عليه فإن تلافي الأسباب أعلاه يساعد المقاول في تلافي نشوء الخلافات والتعثر أو الإبطاء في تحصيل مستحقاته المالية وتغنيه عن اللجوء للقضاء الذي سيستغرق زمناً ليس بقصير و "الوقت هو المال".

والله أعلم ،،،